تأسيس وقف سبل الخير بالمملكة العربية السعودية

ونظرا لأن وقف أصول الشركة، يعني وضعها للاستثمار والتنمية، فلابد من اصدار سجل تجاري يتبع الوقف، وينبني عليه، وتتم ممارسة العمل التجاري باسم هذا السجل التجاري، وصدر في مدينة جدة سجلا تجاريا باسم” مؤسسة سُبُل الخير الوقفية” مؤسسة تجارية ذات شخصية اعتبارية مستقلة مملوكة لوقف سبل الخير، وتقوم بإدارة أعمال الوقف، من قبل ناظر الوقف نفسه.

 ويحسن في التعريف بوقف سُبُل الخير، أن نقدم لأصحاب المصلحة نبذة عن الوقف في الشريعة الإسلامية. حيث يعرف  الوقف في الشريعة الإسلامية بأنه حبس للأصول وتسبيل للمنفعة. ومقتضى ذلك، نقل الملك من الفرد أو العموم إلى ملك الله تعالى، ومنعه من البيع، والهبة، والتوريث، بغية الثواب من الله تعالى، بتحقيق المقاصد الشرعية، من حفظ الضرورات الخمسة التي أجمع عليها علماء الأمة الإسلامية المتمثلة في حفظ الدين، والنفس، والعقل، والنسل، والمال. ولا يتم ذلك إلا بإنفاق منافع الأصول وثمراتها، والتي تتحقق بإدارة واستثمار، وتنمية الأصول المحبوسة أو الموقوفة.

وأركان الوقف عند الفقهاء، أربعة، وقد تم استيفاؤها في “وقف سبل الخير” ولله الحمد والمنة.

• أولها، الصيغة التي تمثل نص وثيقة الوقف، وقد اشتملت وثيقة وقف سُبُل الخير، على حبس الأصول وتسبيل منافعها بغية الثواب من الله تعالى، وتحقيق مقاصد وأهداف خيرية عامة، وأنه شخصية اعتبارية مستقلة، وحددت شروط الواقف، ممثلة في مصارف الوقف، والهيكل الإداري للمؤسسة الوقفية، حيث عينت مجلس إشراف وناظر، وبينت صلاحيات كل منهما، وختمت الصيغة بشروط عامة للواقف.
• وثانيها، الواقفون الذين تنازلوا عن ملكيتهم للموقوف وهو شركة خدمات التطوير والاستثمار العقاري، إلى ملك الله تعالى.
• وثالثها، الموقوف من الأموال التي تحبس عن البيع والتوريث والهبة، وتُنَمّى لتوليد المنافع أو العوائد. وهي في حالتنا هذه شركة خدمات التطوير والاستثمار العقاري المحدودة، بكل أصولها العينية والنقدية.
• ورابعها، الموقوف عليهم، أي المنتفعين بمنفعة الموقوف، وبثمرته، وفي حالتنا هذه سمى الواقفون أغراضا خيرية عامة للصرف عليها من صافي غلال الأوقاف.